Page 97 - web
P. 97

‫‪ISSUE No. 446‬‬

                   ‫في نظامها الأساسي‪ ،‬حيث نصت‬           ‫أولت المملكة العربية‬      ‫بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية‬
                   ‫المادة الثامنة على أن الحكم‬       ‫السعودية منذ توحيدها على‬     ‫والنظام العام والقوانين المنظمة‬
                   ‫في المملكة يقوم على أساس‬
                                                                                                          ‫لهذا الشأن)‪.‬‬

                   ‫العدل والشورى والمساواة بين‬       ‫يد الملك عبد العزيز آل سعود‬  ‫إذا نظرنا إلى الواقع المحلي في‬
                   ‫الناس‪ ،‬كما أشارت المادة (‪ )26‬إلى‬  ‫(رحمه الله) أهمية متعاظمة‬    ‫المملكة العربية السعودية نجد أن‬
                   ‫أن الدولة «تحمي حقوق الإنسان‬      ‫لحقوق الإنسان‪ ،‬وحرصت على‬     ‫العناية بتعزيز حقوق الإنسان لم يكن‬
                   ‫وف ًقا للشريعة الإسلامية»‪ .‬وأكدت‬  ‫تضمينه في نظامها الأساسي‬     ‫مسايرة للتوجه العالمي‪ ،‬أو تجاوبا مع‬
                   ‫المادة (‪ )36‬أن الدولة «تقوم‬       ‫حيث نصت المادة الثامنة على‬   ‫مطالبات أو ضغوط خارجية‪ ،‬بل كان‬
                   ‫بتوفير الأمن لجميع المواطنين‬      ‫أن الحكم في المملكة يقوم‬     ‫نتاج ًا لرغبة داخلية نابعة من داخل‬
                   ‫والمقيمين‪ ،‬ولا يجوز تقييد تصرفات‬  ‫على أساس العدل والشورى‬       ‫المجتمع وتناغم ًا مع قيمه الأصيلة‪،‬‬
                   ‫أحد أو توقيفه أو حبسه إلا بموجب‬                                ‫وانسجام ًا مع مبادئ الشرع الإسلامي‬
                   ‫أحكام النظام»‪ .‬أما المادة (‪)37‬‬        ‫والمساواة بين الناس‬      ‫الحنيف التي سبقت الجميع قبل أكثر‬
                   ‫فقد ش ّددت على «حرمة المساكن‬                                   ‫من ‪ 1400‬عام‪ ،‬ولم تحفظ حقوق‬

                   ‫وعدم دخولها بغير إذن صاحبها‪،‬‬                                   ‫الإنسان الأساسية فقط بل أوصلته‬

                   ‫ولا تفتيشها إلا في حالات معينة‬                                 ‫إلى مرحلة التكريم وهو ما يتجلى في‬

                   ‫يوضحها النظام»‪ ،‬فيما تشير المادة (‪ )38‬إلى أنه «لا جريمة‬                         ‫قوله تعالى‪« :‬ولقد كرمنا بني آدم»‪.‬‬
                                ‫ولا عقوبة إلا بنا ًء على نص شرعي أو نظامي»‪.‬‬  ‫والويحترف ّرصدعاللىمنماظينورف اعلإالنسالامس ويت لحرحيقموكقلالمإانيساضرنهبالم أشوميوملّثيلة‬
                                                                             ‫عليهم خطرًا أو يه ّدد النسيج الاجتماعي‪ ،‬فالكثير مما يزعم‬
                   ‫وفق هذه المفاهيم الواضحة اهتمت الدولة على مر‬              ‫الغربيون أنه جزء من حقوق الإنسان هو أبعد ما يكون‬
                   ‫تاريخها بضمان وكفالة حقوق الإنسان‪ ،‬وأظهرت حرص ًا‬
                   ‫كبيرًا على تعزيزها وترسيخها‪ ،‬لأن تلك القيم هي جوهر‬

                   ‫عنها‪ ،‬فالخمور والمخدرات‪ ،‬والموبقات‪ ،‬وزواج المثليين‪ ،‬ما جاءت به الشريعة الإسلامية التي اتخذتها هذه البلاد‬
                   ‫والإجهاض‪ ،‬والانتحار ليست مما ينفع الإنسان‪ ،‬بل تضر به دستورًا ونظام ًا للحكم‪ .‬لذلك تمسكت بالحفاظ على تلك‬

                   ‫وتذهب صحته وتورده موارد الهلاك‪ ،‬لذلك فهي محرمة الحقوق مهما كانت الظروف والملابسات‪ ،‬حتى أصبحت‬

                   ‫صيانة حقوق الإنسان بمفهومها الشامل الواسع وتعزيزها‬             ‫في الإسلام‪.‬‬
                   ‫وقد أولت المملكة العربية السعودية منذ توحيدها واقع ًا تؤكده الأحداث وتثبته الوقائع‪.‬‬

                   ‫على يد المغفور له ‪ -‬بإذن الله – الملك عبد العزيز آل سعود ورغم أن الاهتمام بتعزيز حقوق الإنسان وصيانتها ظل‬
                   ‫أهمية متعاظمة لهذه الحقوق‪ ،‬وحرصت على تضمينها هدف ًا أساسي ًا لقادة هذه البلاد منذ توحيدها‪ ،‬إلا أن ما‬

               ‫‪97‬‬
   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102